إطار فلسفي إنساني للمسجد

في مهرجان جوائز المعماريين العرب الذي نظمته هيئة المعماريين العرب في بيروت في الفترة بين 25-27 نوفمبر 2018م أثير موضوع عمارة المسجد كأحد القضايا المعمارية الملحة في الفكر العربي المعاصر، ويبدو أن هذه العمارة رغم أنها كانت مفصلية في تطور الهوية البصرية العمرانية والفنية في الحضارة الإسلامية إلا أنها تواجه اليوم إشكالية كبيرة نظراً لغياب

الاطار التشريعي وتوليد الاشكال في عمارة المسجد

لعل الاطار الأهم في عمارة المساجد هو الجانب التشريعي الذي يمث الآلية المولدة لشكل المسجد بشكل عام. العمارة في الحضارة الإسلامية توصف بأنها “عمارة توليدية”، أي أن الأشكال يتأثر توليدها بإطار تشريعي (فقهي واجتماعي) يحكم علاقة الناس بكل ما يحيط بهم بما في ذلك العمارة.

التقليد والاجتهاد في عمارة المسجد

سوف اعيد موضوع هذا المقال إلى مراجعات العقل العربي التي قام بها المفكر المغربي محمد عابد الجابري الذي تناول “النقل” والعقل” في محاولته للأسس التي ارتكز عليها تطور العقل العربي خلال الأربعة عشر قرنا التي تمثل تاريخ الحضارة الإسلامية، وفي اعتقادي أن العودة للأسس المنهجية التي شكلت طرق التفكير وأنتاج الأفكار والأشياء في الحضارة الإسلامية قد يساعدنا كثيرا على فهم الكيفية التي تطور بها شكل المسجد ولماذا أستقر هذا الشكل لقرون عدة دون تطوير ظاهر يمكن التوقف عنده. فنحن نعتقد أن المساجد الأموية المبكرة خصوصا المسجد الأموي شكلت التقلة الانوعية الكبرى التي مثلت تطورا عقليا إجتهاديا أحدث هوية جديدة لعمارة المسجد لم تكن معروفة من قبل، لكن عمارة المسجد بعد ذلك وقعت في فخ التقليد مع إجتهادات محدودة جدا.

شكل المسجد والثقافة

دعوني أبدأ بالقول أن عنوان المقال يستعير عنوان الكتاب المعروف “شكل المسكن والثقافة” الذي كتبه “آموس ربابورت” في الستينيات من القرن الماضي وهو أحد رواد دراسات علم السلوك في البيئة العمرانية، ويبدو أن عمارة المسجد يمكن أن تنطبق عليها محددات وشروط التأثر الثقافي الذي عادة ما يترك أثره العميق على الشكل وعلى أنماط الاستخدام والمعاني التي عادة تتولد من هذه المنظومة العمرانية. كما أن ما سيتم طرحه في هذا المقال هو إستمرار للنقاش الذي بدأناه حول “مسجد المستقبل” والأهمية القصوى لبناء مسار لتراث مواز لعمارة المساجد.

هوية المسجد بين المبنى والمعنى

تمثل “هوية المسجد”، من الناحية الثقافية، أحد الأسئلة الملحة في الوقت الراهن، فهناك من يصر على أن المسجد في حد ذاته يفترض ان تكون له هوية بينما هناك من يرى أن المسجد في شموليته وكليته يمثل هوية للمكان الذي يوجد فيه.

التراث الموازي ومستقبل عمارة المسجد

في البداية، أود أن أذكر أن عمارة المساجد متعلقة بالثقافة التقليدية المتخيلة، حتى بعد أاختفاء معظم أساليب البناء التقليدية. كان هذا نتاجاً لإلتباس ماهية المسجد؛ كرمز له معانيه ووظائفه الخاصة المتجذرة فيي الذهن الجمعي في المجتمعات الإسلامية، وبين صورة المسجد البصرية التي ليست بالضرورة أن تجسد مخيلاً ثابتاً وراسخاً لا يمكن تغييره. مع مرور الوقت، ادى هذا الالتباس إلى حالة من الحذر والخوف من المساس بهذه

اتفاقية الجائزة وجامعة الدمام

أبرمت جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد أمس الاثنين 14 سبتمبر اتفاقية مع جامعة الدمام، كلية العمارة والتخطيط، والتي يتم بموجبها استفادة الجائزة من إمكانات وخبرات الباحثين والأكاديميين والمتخصصين في مختلف المجالات المعرفية والعمرانية والاستشارية في الكلية

أزمة عمارة المساجد المعاصرة في وسط أفريقيا

في البداية لابد أن أشير لعمل زملائي المتابعين لعملية ترشيح المساجد في جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد في دورتها الحالية فقد لفتو انتباهي لوجود أزمة في عمارة المساجد المعاصرة في مواقع مختلفة من العالم خصوصا عندما أصطدمو بشدة أمام جدار دول وسط أفريقيا التي يبدو أنها تواجه أزمة شاملة في التطوير العمراني بشكل عام وتطوير عمارة المساجد بشكل خاص.

عمارة المساجد في المشرق والمغرب بين الوحدة والتنوع (٢)

بداية، يشرفني أن أتقدم بخالص تقديري وامتناني إلى الأستاذ الدكتور مشاري بن عبدالله النعيم، على دعوته الكريمة للمشاركة في هذه النافذة العلمية القيمة إلى جوار كوكبة متميزة من العلماء والخبراء والمفكرين، مشيداً بالجهود الكبيرة لمؤسسة “جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد”، كونها المؤسسة الفريدة في العالم المعنية بتطور عمارة المساجد، وتعزيز قيمها الاستثنائية المتبادلة في المشرق والمغرب، وتأكيد ملامح وحدتها المعمارية، وإبراز التأثيرات المتبادلة في عمارة المساجد

ملاحظات على البرنامج المعماري للمسجد المعاصر (٢): البرنامج المعماري الإبداعي

يصف المعماري والكاتب السويسري برنارد تشومي (Bernard Tschumi) الخلطه التصميمه لأي مبني أو فراغ معماري كمزيج مركب من العلاقات بين المحتوى المعماري والفكرة التصميمية والسياق المعماري (content/context/concept). وبشكل عام يمكن تعريف المحتوى أو البرنامج المعماري (brief) بأنه قائمة متطلبات المستخدمين التي تصف الغرض من المبنى. أما الفكرة التصميمية (concept) فهي الرؤية الشاملة التي تعطي التماسك والهوية للمبني أو الفراغ المعماري ككل.

All Rights Reserved | Abdullatif Al Fozan Award for Mosque Architecure © 2024

© Al Fozan 2024. All rights reserved.

جميع الحقوق محفوظة |جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد © 2024

جميع الحقوق محفوظة |جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد © 2024